واء ... واء ... واااااااء ... نداء الأطفال الذي تعرفه كل أم عن ظهر قلب،
سواء سمعته بنفسها أو نبها أحد المحيطين "الولد بيعيط"!
وعادة يرتبط بكاء الطفل لدى الكثير من الأمهات بحاجته إلى الرضاعة أو الطعام والشراب ...
لكن هل حاولتِ أيها الأم العزيزة أن تعرفي السبب الرئيسي وراء بكاء طفلك؟
افهمي طفلكتفقد
بعض الأمهات القدرة على التواصل مع طفلها منذ صغره، وهو ما ينعكس بشكل
كبير عليه عندما يكبر، فبكاء الطفل فى الصغر هو أداته الوحيدة التى يعبر
بها عن نفسه وعن رؤيته لكل ما يحيط به قبولاً أو رفضاً.
ولا يقتصر هذا الفعل على حالات الجوع فقط، كما أكد لـ"عشرينات" الدكتور"
وليد الجندي"، بطب عين شمس، قائلا: لا يشترط أن يكون سبب بكاء الطفل
الوحيد هو احساسه بالجوع، فالطفل لا يملك فى صغره سوى وسيلتين للتعبير عما
بداخله، وهما الصراخ والبكاء، وذلك للتعبير عن مختلف حالاته المزاجية من
السرور حتى الحزن مروراً بالوضع الطبيعى.
لبكائه أسباب..ويضيف د.الجندي أن هناك أسباب عديدة لبكاء الطفل:
- عادة ما يرجع سبب البكاء للحاجة الطبيعية للطفل مثل الجوع أوالعطش.
- غالبا ما يؤدي عدم إخراج الهواء من معدة الطفل بعد الرضاعة للمغص والبكاء المستمر.
- قد يبكي الطفل بدون سبب معروف، ويحدث هذا عند بعض الأطفال ويسمى مغص
الأطفال أو "مغص المساء"، فيبدو الطفل كأنه جوعان ولكن لا يهدأ بالرضاعة
أو بالحمل، ويحدث غالبا تحسن عند إخراج براز أوغازات، وهذه الحالة قد
تستمر حتى يبلغ الطفل الشهر الثالث أو الرابع من العمر .
- قد يبكي الطفل عندما يكون مبتلا أو يرتدي ملابس ضيقة، أو لوجود التهاب بسبب الحفاضة وغالبا يكون البكاء كثيرا ومتقطعا.
- تؤثر حرارة الجو أو برودته على الطفل فيعبر عن ذلك بالبكاء.
ويشير د.وليد إلى أنه إذا لم تجدي أي من هذه الأسباب، فعلى الأم استشارة الطبيب، فمن الممكن أن يكون الطفل يعاني من ألم لا يظهر لك.
بهدوء.. بهدوءيضيف
: لابد من الوعي أن الطفل فرد يدرك ويفهم جيداً مثل الفرد العادي،
والتعامل معه دون مراعاة ذلك قد يؤدى ذلك إلى إصابة شخصيته بالخلل
والاضطراب، خاصة عندما تتعامل الأمهات بالنهر أو الضرب مع صراخ أبنائهن
غير المبرر، من وجهة نظرهن، وهذا بدوره يتطور ويتحول إلى صراخ وبكاء من
طرف الأطفال، والذي يأتي رغبة منهم فى الأعتراض أو التعبير عن الرفض،
فالبكاء والصراخ هنا هو وجهة نظر يجب أن تدركها الأم، لأنه لا يوجد طفل
عصبى بل توجد أم عصبية لا تعرف كيف تتعامل مع احتياجات طفلها !
فكثيرًا ما يكون سبب بكاء الطفل أصلاً هو عدم شعوره بالحنان والخوف ممن
حوله، وفى هذه الحالة يبدأ بالصراخ طالبـًا النجدة من أمه ليلفت نظرها
إليه.البكاء للفت النظر
ومن جانبها تقول الدكتورة " نسرين البغدادى"، أستاذة علم الإجتماع بالمركز
القومى للبحوث الإجتماعية، للأسف كثيرأ من الأمهات لا يدركن أن الصراخ
وسيلة الطفل الأولى فى لفت النظر له والتعبير عن رأيه ومشاعره، حتى لو
كانت مشاعر فرحة أو سعادة، فلعب الطفل خاصة ما قبل السنة قد يكون بالصراخ،
ولذلك لابد للأم أن تفرّق أولاً بين الأسباب المرضية أو العرضية لصراخ
طفلها، وربما تدفعه أفعال الأم العصبية لحركات تشنجية جسدية تنذر بأمراض
مستقبلية!!
لأن ضرب الطفل مثلاً أثناء صراخه يزيده عنادا وبكاء، ولن يجعله يكف عن
الصراخ بل سيدفعه للتمادى لأن الوضع بالنسبة له كمن يعاقب على ذنب لم
يفعله، إذ أن سلوك العنف ضده لن يكون مبررًا، وبالتالى سيكرر هو عصبيته
وعنفه فى الاتجاه المضاد كرد فعل طبيعي.
لنبدأ بأنفسنا..وتؤكد
د. نسرين أن عادة ما يتحدد سلوك الأطفال بواسطة الإطار المحيط الذى يعيش
فيه وهو جنين فى بطن أمه، فأي عصبية للأم تنعكس عليه وهو بداخلها، ولذا
فدوما ما ينصح الاطباء الحامل أن تسترخى كثيرا حتى لا تنعكس عصبيتها على
الجنين .
وبعد ميلاد الطفل واحساسه بمن حوله يتأثر سلباً وايجاباً بالحالة النفسية
التى تعيشها الأم والأب، فإذا وجد هناك تشاحن ممن حوله فسوف يكتسبها لأن
عقله كالصفحة البيضاء التى تتلون بما يقع عليها!!
والخطورة تتخلص في إقدام الطفل حال عصبيته على رد فعل لا يتناسب مع حجم
الاحتياج، وذلك لأنه لايعلم أنه من الممكن أن يحصل على احتياجاته بهدوء،
وعليه فسوف تقود انفعالاته حالته النفسية، دون أن يدرك كل من حوله عندما
يكبر لماذا يلجأ إلى العنف، وهو أمر لا يختلف فيه الجنسين ذكوراً
أواناثاً، إذ أن فترة الطفولة منذ بداية الميلاد هى الأساس الأصلى لما يتم
تخزينه فى الذاكرة لتخرج سلوكيات .
وربما يصاب الطفل بحالة من التأخر فى النطق لعدم القدرة على التعبير عن
مشاعره بسبب ما تعرض له من اضطرابات نفسية، بما يجعله يفقد القدرة على
التعبير عن احتياجاته النفسية وامكانية الاندماج المجتمعى، ويختلف ذلك
بحسب القدرات الشخصية لكل طفل، فإذا كان الطفل ذو شخصية قوية فإنه لن
يتأثر بصورة كبيرة بمآسى طفولته، بعكس من كان ذو شخصية ضعيفة والذي ربما
قد تصل حالته إلى العقدة النفسية التى يصل فيها لدرجة كراهية كل المجتمع
من حوله ومن ثم يسعى لتحطيمه !
وهذه صور للاطفال
نصيحة عندما تناموا كبر المخدة