صيف عاصمة مديرية دوعن تتمتع بموقع استراتيجي مهم حيث يقال قديمآ ( ما دوعن إلا صيف )
مما جعلها محط أنظار جميع الحكومات المتوالية والقبائل في زمن مضى, ففي صيف يلتقي مسيال الواديين
الأيمن والأيسر ومنها أيضآ ينقسم الوادي إلى الأيمن والأيسر, تقع صيف عند خط طول 48 وعرض 15 درجة
ويبلغ ارتفاعها 935متر عن مستوى البحر وتبلغ مساحتها 2×3 كم تقريبآ ويبلغ عدد سكانها 3000 نسمه تقريبآ
ويوجد بها 400 منزل, يحدها من الشمال بلدة قيدون ومن جهة الجنوب بلدة فيل
أما من جهة الشرق حصن الجعافرة وحصن بوحسن ومن الغرب فتحدها الجبال
الشامخة .
نبدة عن صيف : صيف بلدة جميلة وعجيبة يقال إنها سميت باسم قبيلة من حمير يقال لها (( صيف
)) حيث كانت تسكنها في سالف الأيام, كما قيل إنها سميت بهذا الاسم نسبة
إلى أحد أبناء حمير المسمى (( صيف )) وهناك من يقول إنها سميت باسم أحد
قدماء حمير .
تاريخ صيف : كانت صيف في القرن العاشر تحت حكم ثابت بن علي النهدي وفي سنة 945هـ خرج
أهالي صيف عن طاعته وعدلوا صيف للسلطان بدر فأهداها للشيخ عثمان العمودي
ونظرآ للموقع الاستراتيجي الذي تتمتع به صيف وما تحظى به من مميزات فقد
كانت محط أنظار ومطامع جميع الدويلات والقبائل في ذلك الزمن فقد كان
الصراع عليها طويلآ بين آل العمودي وبدر بو طويرق والدولة القعيطية حيث
دار حروب بينهم للاستيلاء عليها فكانت
الحرب سجالآ بين آل العمودي
وبدر بو طويرق فقد تولاها آل علي بن قاسم ثم بدر بو طويرق الذي أهداها لآل
العمودي ثم صار بينهم عداء فحاول استعادتها بالقوة في صراعه مع الشيخ
عثمان العمودي مع أن بدر بو طويرق قدمها هدية لآل العمودي فكانت الحروب
بينهم سجالآ ولكن بدر بو طويرق فشـل في استعادتها بالقوة
وهزم ثم
صـارت إلى آل محمد بن سعيد العمودي بعد ذلك جاءت الدولة القعيطية واستولت
عليها فأصبحت صيف تابعة للواء دوعن أيام الدولة القعيطية .
يوجد في صيف حصنان هما : حصن لآل العمودي ويقال له (( المصنعة )) حيث كانوا يحكمون البلاد منه
والحصن الآخر هو حصن (( العسكر )) وهو لآل القعيطي حيث كانوا يحكمون أيضآ منه فهو دار الدولة أو قصر للدولة يحكم منه .
وفي حكم آل العمودي وآل القعيطي كان هناك نظام فعلى أبناء البلدة أن يأتوا بالطعام إلى الحصون,
فعلى الحرثان الحب وعلى المساكين طحنه وإيصاله إلى الحصن .
الحركة العلمية : من فضلائها وعلمائها في زمن مضى الفقيه محمد بن علوي بن عقيل والعلامة عقيل بن محمد باحسن جمل الليل,
وكان فيها الفاضل الصالح عبدالله سعيد بادغيش طالب العلم وخالط العلماء
وكانوا يقصدونه وله صحبة مع الأخيار مشهورة . ومن مشاهيرها أبوبكر عمر
باناعمه كان من أعضاء أول مجلس بلدي منتخب في الدولة القعيطية وفيها و بها
استقر الفقيه المؤرخ محمد بن علي باحنان من بلاده تريم عام 1363هـ وعاش
بها معلمآ وداعيآ فترة من الزمن حتى وافاه الأجل المحتوم و دفن بأرضها
وذلك في ستينيات القرن الماضي.
وفي الآونة الأخيرة شهدت بلدة صيف نهضة علمية كبيرة فيوجد بها مدرستان مدرسة للبنين و أخرى للبنات
ففيها صحوة علمية كبيرة على كافة المستويات بالإضافة إلى المدارس يوجد
مدرسة للفتيات لتحفيظ القرآن الكريم ومركز تأهيل نسوي ففيها الكثير من
الفتيات المتعلمات المثقفات الحافظات للقرآن الكريم مما يدل على النهضة
العلمية الكبيرة التي تشهدها هذة المنطقة.
ويوجد في صيف ثانوية المصموم التي تعد نموذجآ لثانويات الوادي والمحافظة عمومآ فقد حصلت على المراكز
الأولى في المعارض التي شاركت فيها تم تكريمها من قبل رئيس الوزراء السابق
عبد القادر باجمال بوصفها أفضل ثانوية على مستوى المحافظة ومازالت ثانوية
المصموم تنتج وتخرج كوادر للمستقبل في شتى المجالات فيعود الفضل بعد الله
للإدارة الحازمة القوية القادرة المخلصة وإلى رجل الخير والعطاء باني هذه
الثانوية
ومؤسسها وداعمها الشيخ الفاضل/ أحمد محمد بامعروف , فشكرآ
على هذا الإنجاز والإبداع والتألق للمؤسس والباني والداعم والإدارة
المخلصة متمثلة في مديرها الأستاذ محسن عبدالحافظ العمودي فشكرآ للجميع .
المحاصيل الزراعية : ان موقع صيف أعطاها بعدآ اقتصاديآ وخاصة في المجال الزراعي فهي تشرب من أي واد يسيل سواء كان من
الأيمن أو من الأيسر وكذلك وجود عدد من منازل المياه المسماة (الشعاب أو المسيال ) حيث يوجد بها عدد من هذه الشعاب منها :
أ)- الصيقفقد كان يزرع في هذا المكان الدبا ويصدر إلى أقصى الوادي وأدناه وإلى جانب
زراعة الدبا فقد اشتهرت الصيق بكثرة أشجار اللبان الموجودة في شعب الوادي .
ب)- شعب خذوف والذي تميز قديمآ برزاعة البصل وهو حصن تابع لآل بانخر
وأيضآ يوجد عدد من المنازل أو الشعاب الأخرى مثل صيقة باعقيل و شيخان و حجور والكادي وكلها منازل مياه.
ويزرع في صيف الحب والطهف والنخيل ويوجد في صيف 17000 نخلة تقريبآ .
الحرف اليدوية : اشتهرت صيف بعدد من الحرف اليدوية التي يتقنها بعض من أهل هذه المنطقة ومنها :
1- الفخار أو الخزف : حيث يتم صناعة الفنجان والخزب والزيار من الفخار حيث
تستخدم قديمآ الفناجين لشرب القهوة و الخزب والزيار للماء حيث يوضع فيها
الماء ثم يعرض للهواء فيبرد الماء حيث تستخدم لشرب الماء
فبعضها يستخدم إلى يومنا هذا مثل فناجين القهوة .
2- صناعة الفتور والمناسف : ويتم صناعة هذه المناسف من الخوص الموجود في سعف النخيل :
إلى جانب هذا هناك النجارة والفضة يعمل بها بعض سكان هذه المنطقة كما أن
بعض أبنائها يعملون في الدوائر الحكومية والبعض الآخر في البناء ويقال إن
اعتماد صيف بشكل أساسي على المغتربين من أباء المنطقة حيث
يقال إن أكثر من 80% من أصل سكان هذه المنطقة مسافرون في السعودية ودول الخليج.
دور المغتربين : إن للمغتربين دورآ كبيرآ في الدفع بعجلة التنمية في دوعن بشكل عام ولهم
أيضآ دور كبير في المشاريع الموجودة في منطقة صيف ساهموا في بناء المدارس
والمساجد وفي الطرقات والكهرباء والمياه فقد قام
الشيخ سعيد محمد محيقن باناعمه رحمة الله علية ببناء خزان كبير لحفظ المياه الواصلة من شعب خذوف
كما قام ايضآ ببناء مدرسة للبنين كما قام الشيخ أحمد محمد بامعروف ببناء
ثانوية المصموم بصيف وسكن للطلاب الوافدين من المناطق البعيدة عن صيف
وتكفل بتغذية الطلاب في السكن الداخلي .
كما سيتم بناء مركز تأهيل نسوي على نفقة الشيخ عبدالله سالم باحمدان ومازال أبناء صيف في المهجر يقدمون
الكثير لمنطقتهم وأبنائها .
القبائل التي سكنت صيف : أول قبيلة سكنت صيف كانت قبيلة أل بشرف فيما بعد سكن صيف آل بادغيش وآل
باناعمه وآل بادحدح وآل باحمدان وآل جمل الليل وآل بانخر وآل باخميس وآل
بازهير وآل بخضر وآل باسلاسل وآل باموسى وغيرهم ومن أعلام آل بادحدح
الأحياء نذكر الشيخ عمر احمد السبيع بادحدح وكذلك رجل الأعمال الناجح
الشيخ عبدالله سالم باحمدان فهذا الاسم اللامع ينتمي إلى الأسرة العريقة
آل باحمدان .
ومن أعلام صيف الشيخ سعيد احمد باناعمه وغيرهم كثير من الذين يبرزون في عالم التجارة والمهن المختلفة,
أشياء وأشياء: من العجيب في هذه المنطقة أن كل مسجد فيها يوجد به بئر خاص به فنا درآ ينقطع الماء عن هذه المساجد